منتدى جي دبليو سي 2023: مستقبل واعد للمؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في قطر
حقّق المنتدى السنوي الثالث الذي عقدته جي دبليو سي بعنوان “تعزيز الإرث – تمكين المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في العصر الرقمي”، نجاحاً كبيراً، حيث اجتذب جمهوراً رفيع المستوى من الخبراء في الحكومة، والقطاع الخاص، والأوساط الأكاديمية من قطر والمنطقة.
استمر المنتدى في الانعقاد على مدار يومين، بشراكة استراتيجية مع وزارة التجارة والصناعة ومجموعة QNB، وشمل شركاء المنتدى جامعة حمد بن خليفة كشريك بحثي، ومجموعة أكسفورد للأعمال كشريك معلوماتي، وكيو لايف كراع للهدية التذكارية.
كما أعلنت جي دبليو سي قبيل اطلاق المنتدى عن إبرام اتفاقية تعاون مع بنك قطر للتنمية للعمل سوية على دعم المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في قطر.
تضمن المنتدى الهجين الذي أدارت حلقات نقاشه مذيعة شبكة الجزيرة، إميلي إنجوين، وتم بثه مباشرة على قناة يوتيوب، كلمات رئيسية، وجلسات نقاش، وورش عمل، وتعرّف خلاله الحاضرون على الإرث الذي تركته بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وكشف عن الكيفية التي تلهم روح قطر المبتكرة بها النمو في المنطقة بأسرها حيث تسعى الدولة إلى تحقيق رؤيتها الوطنية 2023.
صرّح رنجيف منون، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي دبليو سي قائلاً: “لا شك بأن المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة تشهد نمواً قوياً وتوسعاً سريعاً من خلال تركيز الدولة على تطوير القطاع الخاص تحقيقاً لرؤية قطر الوطنية 2030.
إن من شأن الفعاليات على غرار منتدى جي دبليو سي، إبراز أهمية دور المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في تعزيز الاقتصادات المحلية والإقليمية مع استمرار الشركات في الاستفادة من استضافة الدولة لبطولة كأس العالم FIFA وإبداء جهوزيتها لدعم الفعاليات الضخمة. وقد سلط المنتدى هذا العام الضوء على الابتكار، والنمو الرقمي، وإمكانات الذكاء الاصطناعي في مساعدة الشركات على تحقيق آفاق جديدة.
وتابع منون قائلاً: “أود أن أشكر شركاءنا الاستراتيجيين على دعمهم الثابت لنا ومواصلة العمل سوياً لتوفير أساس قوي لازدهار المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.”
انطلقت الفعالية بكلمة رئيسية ألقاها الدكتور حمد مجيغير، المدير التنفيذي للخدمات الاستشارية وحاضنات الأعمال
في بنك قطر للتنمية، وقد تحدث الدكتور حمد عن المشهد العام للمؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، وقدّم موجزاً حول مختلف المنتجات المالية والاستشارية التي طورها بنك قطر للتنمية لدعم المؤسسات في قطر.
وقال الدكتور حمد: “إن رحلة قطر في استضافة بطولة كأس العالم FIFA كانت مميزة جداً بحيث تحولت هذه البطولة الرياضية إلى حدث ثقافي له صدى عالمي وتركت تأثيرًا دائمًا على بلدنا مما أدى إلى تسريع نمو نظامنا البيئي لريادة الأعمال”.
تناولت جلسة النقاش الأولى بعنوان “تمكين النمو”، تأثير استضافة بطولة كأس العالم FIFA على النمو والاستدامة على مستوى المنطقة، مع التركيز بشكل خاص على تمكين المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من خلال الخدمات اللوجستية المستدامة، والاقتصاد المستدام، والتعليم، وجذب الاستثمار الأجنبي من أجل الازدهار على المدى الطويل. وكان من بين المشاركين سيد معاذ، جي دبليو سي؛ والدكتور كريستوس أناجنوستوبولوس، جامعة حمد بن خليفة؛ والمهندس سالم الذهلي، خزائن؛ وجويل يزبك، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.
صرّح سيّد معاذ، مسؤول تطوّر الأعمال في جي دبليو سي، قائلاً: “شكّلت بطولة كأس العالم حدثاً رئيسياً بالنسبة لدولة قطر وجي دبليو سي على حد سواء. فقد نجحت دولة قطر في تقديم أفضل نسخة من بطولات كأس العالم على الإطلاق، كما حققت جي دبليو سي دعماً لوجستياً مبهراً، ولم تشهد هذه البطولة أي خطأ أو حادث. كما شهدنا في العام 2022، إطلاق منطقة الوكير اللوجستية التي شكلت حدثاً رئيسياً في رؤية الدولة نحو تنويع الاقتصاد. في السابق، كانت قطر تعدّ مستورداً للسلع، أما الآن فقد أصبحت المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة مبدعة في هذا المجال وتعمل على تطوير الفرص لتوريد وتقديم الأنشطة المختلفة، ونحن فخورون بكوننا جزءاً من هذا النظام البيئي.”
وقال الدكتور كريستوس أناجنوستوبولوس، الأستاذ المساعد في إدارة الرياضة بجامعة حمد بن خليفة: “في عام 2027، سنشهد بطولة كأس العالم لكرة السلة، ومن ثم دورة الألعاب الآسيوية في عام 2030، وبالطبع كأس آسيا في غضون شهرين. ولا تزال هناك رغبة شديدة في استضافة هذا النوع من الفعاليات الرياضية في جميع أنحاء قطر والمنطقة”.
وتحدث المهندس سالم الذهلي، الرئيس التنفيذي لمدينة خزائن الاقتصادية، بالتفصيل عن منطقة التنمية الاقتصادية التي تتمتع بموقع استراتيجي على طريق مسقط – الباطنة السريع، في أكثر مناطق البلاد كثافة سكانية. “خزائن هي مدينة كبيرة وأصبحت جزءًا من مسقط الكبرى، وهي تبعد 30 دقيقة فقط عن المطار وعلى مقربة من الطرق السريعة والموانئ البحرية والحدود مع كل من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، مما يفتح أسواقًا مختلفة أمام المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. كما يتواجد حوالي 80٪ من السكان العمانيين على بعد ساعتين بالسيارة من هذا الموقع الاستراتيجي”.
قالت جويل يزبك، المنسق الإقليمي لغرف التجارة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة لروّاد الأعمال: “إن بطولة كأس العالم لم تعزز الرقمنة فحسب، بل امتدت إلى ما هو أبعد من التجارة الإلكترونية لتشمل جمع البيانات وتحليلها. وقد شهدنا ذلك من خلال أجهزة الوصول المدعومة برموز QR والمنصات الرقمية التي تجمع البيانات. نقاط القوة هذه موجودة لتبقى وستكتسب المزيد من الزخم بمرور الوقت. أما المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فستحتاج إلى تبني التكنولوجيا الرقمية والاستفادة من جمع البيانات وتحليلاتها لفهم عملائها بشكل أفضل وتحسين تجاربها إلى الحد الذي تستطيع فيه في النهاية من اتخاذ قرارات أفضل وتمكين النمو. وعندما ننظر إلى التنويع من اقتصاد النفط إلى اقتصاد المعرفة، علينا أن ندرك أن البيانات هي النفط الجديد، وعلينا معرفة كيفية الاستفادة من ذلك”.
أما جلسة النقاش الثانية بعنوان “المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الرقمية”، فألقت الضوء على التكنولوجيا والابتكار الذين يعززان عمليات المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة في العصر الرقمي، مستفيدة من الذكاء الاصطناعي، وتحقيق تجربة عملاء استثنائية، والمشتريات الإلكترونية من أجل خدمة أفضل، وزيادة المبيعات وكفاءة التشغيل، مما يؤدي إلى الازدهار في المشهد الرقمي. وكان من بين المشاركين، جواهر الخزاعي، جي دبليو سي؛ وعائشة الرميحي، بنك قطر للتنمية؛ ومحمد الدليمي، سكيب كاش.
صرّحت جواهر الخزاعي، الرئيس التنفيذي للتسويق في جي دبليو سي قائلة: “الذكاء الاصطناعي ليس بالأمر الجديد، بل هو مصطلح تمت صياغته في عام 1957 وما زال يتطور منذ ذلك الحين. في الوقت الحاضر، فإنه يؤثر على كل القطاعات. في التسويق، يؤثر الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط الرقمية، إذ يلجأ الأشخاص إلى استخدام Chat GPT لتحسين المحتوى. البحث الذي كان من الممكن أن يستغرق ساعتين، أصبح الآن يستغرق ثوانٍ. كما يساعد الذكاء الاصطناعي أيضًا في استهداف الجمهور المناسب، فعندما يتم دمجه مع تحليلات البيانات، نجد أن هذا هو المستقبل”.
من ناحية أخرى صرّحت عائشة الرميحي، مديرة البرامج الخاصة في بنك قطر للتنمية قائلة: “نحن نشجع رواد الأعمال على تبني التكنولوجيا ورقمنة أعمالهم قدر الإمكان. نحن لدينا نظام بيئي قوي لمساعدة الشركات الرقمية الناشئة، بما في ذلك التكنولوجيا في مجالات الرياضة والمال والأزياء. شركة سبونيكس تك هي شريك في نجاحنا، فقد كانت جزءًا من بطولة كأس العالم 2022 حيث قدموا حلولاً لقنوات البث الدولية، وهم مصدر إلهام كبير للشركات الأخرى في قطر”.
في الوقت نفسه، أوضح محمد الدليمي، المؤسس والمدير العام لشركة سكيب كاش، سبب تكريس شركته لدعم المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. “نحن نركز على المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة لأن البنوك لا تحصل على خدمات كافية. عادة ما يستغرق إنشاء حل بسيط – مثل بوابة الدفع أو الرابط – شهرين، ولكن معنا، يتم إنشاؤه في نفس اليوم. بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأن المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة نشطة للغاية، فإنها تقدم لنا الكثير من الملاحظات، مما يساعدنا على تحديث نظامنا الأساسي وتحسينه باستمرار. وبعد مرور عامين، أصبحنا نعمل مع ما يقرب من 1000 مؤسسة متناهية الصغر وصغيرة ومتوسطة لمساعدتها على النمو. كما بدأنا بجذب شركات أكبر، إلى جانب الجهات الحكومية”.
وفي اليوم الثاني من المنتدى، قدمت ورشة العمل بعنوان “الاستعداد لمستقبل المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة” نهجًا استراتيجيًا للشركات التي تستعد لمواجهة التحديات المقبلة بفعالية. وبعد إلقاء كلمة رئيسية من جي دبليو سي، قدمت جامعة حمد بن خليفة ورشة عمل تفاعلية غنية بالبيانات ركزت على الفرص والتحديات التي تواجه المؤسسات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.